Hania
عدد الرسائل : 533 العمر : 40 علم بلدك : تاريخ التسجيل : 12/12/2007
| موضوع: تمرد الابناء هل هو بداية لبناء شخصيتهم ؟؟؟ الثلاثاء يناير 22, 2008 11:45 am | |
| تمرد الابناء هل هو بداية لبناء شخصيتهم؟ د . سبوك ترجمة منير عامر يقول هنريك ابسن في مسرحية "سيد البنائين" على لسان الجيل القديم : ( سيأتيني يوماً من يطرق بابي ليقول لي افسح الطريق , فأنا الجديد ) . بين كل اب وابن هناك حوار سري , يقول فيه الاب للابن : ( لابد ان اختلف عنك . لابد ان تكون لي شخصيتي المستقلة , لابد ان يكون لي رأي يختلف عن رأيك ) . ويقول الاب للابن : ( لابد ان تتفوق على انجازاتي . اريدك ان تكون افضل مني ) . ويرد الابن : ( لا داعي لان تجرني الى منافستك . لن اكون كما تريد , ولن احقق لك احلامك المكسورة . سأكون شخصية مختلفة عنك في كل شئ ) . ونفس مضمون الحوار بين الام وابنتها . تقول الابنة : ( لم يعد الزمن زمنك . لقد راحت عليك . اصبحت انا الانثى الجميلة المتفوقة . سأكون مختلفة عنك في كل شئ . ولن افقدك ابدا ) . وتقول الام : ( لابد لك ان تتفوقي في حياتك , لابد ان تكون حياتك افضل من حياتي ) . فترد الابنة : ( انا اسفة . ان حياتك كلها لا تعجبني , لن احاول تقليدك ابدا , سأخرج بقطار عمري عن القضبان التي سار عليها قطار عمرك ) . وهذا الحوار لا يجور بالكلمات , ولكن بالساوك وفيه يلحظ الاب وتلحظ الام علامات تمرد المراهق او المراهقة . قد يبدا التمرد والاختلاف من اصرار المراهق ان تكون وسيلة الترفيه عن نفسه مختلفة , فأذا كان الاب يحب سماع عبد الحليم حافظ وعبد الوهاب وام كلثوم وفرانك يسناترا وأديث بياف , فأن الابن يفضل ان يسمع فرقة الـ ( آبا ) و ( علي حميدة ) و ( مايكل جاكسون ) . قد يفضل الاب رؤية لوحة ( رامبرانت ) , لكن الابن لن يفضل حتى ( بيكاسو ) لو كان الاب يفضله , وقد يؤيد الاب حزبا سياسيا معينا او شخصية تاريخية لها بطولة ما , لكن الابن سيبحث عن نقائص هذا الحزب او نقائص تلك الشخصية السياسية , وسيعلن انه يسير في الخط المضاد . ومن السهل جدا ان يظهر هذا التمرد في اختيار المجال الدراسي , فأذا كان الاب قد درس الطب فأن الابن سيحاول الا يدرسه في البداية , وقد يعلن عن هذا التمرد ظاهريا , وقد يرى انه من المناسب له دراسة الطب واختيار تخصص آخر غير تخصص الاب . ومثل ذلك يحدث بين الام وابنتها . مثل هذه الالوان من التمرد لا تنفي ان المراهق يحترم والده لمميزات يراها جديرة بالفخر , وتحترم المراهقة والدتها لاسباب تراها جديرة بالأحترام , وبجانب ذلك يرى المراهق في سلوك الوالد ما يزعجه ويثيره. ان الاب في نظر الابن يملك الكثير ويسيطر على الكثير . ان ملابس الاب قد تثير المراهق فيرى ان والده يرتدي افخر الملابس , لكن هذا الوالد يقول لابنه : ( لن اشتري لك السترة الجلدية الغالية لانك في عمر النمو وما يصلح لك هذا العام لن يناسب جسدك في العام القادم ) . وقد تقول الام لابنتها : ( من المستحسن ان تاخذي حذائي القديم لانه يتناسب معك ) . هنا تثور ثائرة الابنة : ( لماذا يفضل الاب الكبار انفسهم على من هم اصغر منهم ؟ ) . وقد يظهر التمرد في شكل آخر , فعندما يكتشف الابن ان سلطة والده تشمل كل من في المنزل , فأنه يتساءل : لماذا يسيطر ابي بهذا الشكل ؟ . وعندما ترى الابنة ان سلوك امها ملئ بالاحتشام فقد تقول : ( لماذا تتصرف امي على هذا النحو من التخلف ؟ ) . ويزداد التمرد في حالة السيطرة المباغ فيها من الام او الاب . وهذا التمرد هو في الحقيقة استكمال لرحلة المنافسة التي بدأت بين الابن وابيه منذ ان كان في الرابعة او الخامسة او السادسة , وكذلك الحال بالنسبة للفتاة . ان الابن يستأ،ف التمرد لانه صار ناضج الحجم فقط , ويخيل اليه انه صار ناضج الخبرة ايضا . انه يحاول التدخل في كل صغيرة وكبيرة , انه يبدي الرأي في ديكور المنزل و وهو يريد ان تصبح حجرته الخاصة في المنزل – ان كان له حجرة خاصة – افضل من حجرات زملائه واقرانه في منازلهم . والفتاة تبحث عن نواحي النقص في ادارة الام للبيت وتستكملها , انها تنظر – على سبيل المثال – الى قوائم الطعام الموجودة بالمجلات وتحاول ان تقوم بأعدادها وتصر على ان يبدأ طعام الافططار في ميعاد محدد وان ترتب المائدة وكأنها افضل مائدة في العالم , وقد تلتفت الى الحمام لتنظفه تماما , وقد يحصر الابن نفسه في ترتيب غرفته وكذلك الفتاة . انك كشاب تحت العشرين تعرف انك صرت في تمام الرجولة او ادنى من تمامالرجولة قليلا , وسيكون لك عملك الخاص , وستستطيع ان تتزوج وأن تكون منزلك الخاص , ويزعجك ان يعتبرك والدك ووالدتك ومجتمعك مجرد كائن صغير السن . وانت كفتاة تحت العشرين عندما يسألك احد عن سنك فأنك تزيدين من عمرك سنة , لانك ترغبين في ان تكوني اكبر عمرا , وترين ان دورك قد اتى لتكوني تلك الشابة الجميلة التي تجذب عيون الجنس الآخر , وسيأتي من يدق باب قلبك ليسألك ان تكوني له زوجة , وسيكون عندك اطفال وهذا الاحساس يعطيك الدافع لان تسلكي بطريقة تشعر معها والدتك انك تدفعينها جانبا . وقد لا تفعلين ذلك الا في لحظات الغضب . وفي المجتمعات الريفية تجد الابن يقول لابيه : ( لقد نعبت , دعني اقم بالعمل في الحقل وحدي ) . وقد تقول الابنة لامها : ( لقد تعبت طوال الايام والسنوات , دعيني اقوم بأعمال البيت ) . يحدث ذلك في مجتمعاتنا الريفية , بينما يحدث في المجتمعات الامريكية امر مختلف فعندما لا يستريح الابن المراهق للهجة والده المسيطرة , فهو يخرج من البيت , وكذلك تفعل الفتاة , وفي النهاية يحاول الشاب الامريكي ان يستمر في التحدي وان يواصل حياته الى ان يتقن عمله ويصبح له دخله الخاص بعد الكثير من تجارب الفشل . وتواصل الابنة الفتاة رحلة التحدي , وتبني حياتها الخاصة. وآباء وامهات هذه الايام يحاولون بكل الطرق ان يكونوا اقل سطوة وسيطرة على جيل الشباب , ان الاب في هذا الزمان يحاول ان يكون متعقلا في اوامره للابن . والاب والام يمارسان في عصرنا الكثير من الكرم في قيادة البنت او الابن , ان احساس الآباء والامهات بتشجيع الابناء صار مرهفا في هذا الزمان , وكل منهم يحاول ان يكتم شعوره بنفاذ الصبر , والآباء والامهات يحاولون كتمان صرخات الرفض لبعض من تصرفات الابناء , ويحدث كل ذلك في محاولة من الاباء والامهات من اجل تدريب الابناء على تعلم قواعد السلوك المهذب . والابناء يحاولون الامتثال رغم بعض مظاهر الغضب والتذمر , وليس حقيقيا ما نقرؤه عن انحراف كل الجيل الجديد , لان الانحراف جيل بأكمله مسألة مستحيلة . وكل ما يحدث ان وسائل الاعلام تضخم في انحرافات نفر قليل من الاجيال الشابة . اننا لا نرى الابناء يضربون الآباء , ولا نرى الابناء يهينؤن الآباء. ان اهانة الصغار للكبار امر لا يحدث الا نادرا , وتقوم له الدنيا وتقعد. وفي بعض الاحيان يأخذ تمرد الابناء شكلا اخر , هذا الشكل يثير انزعاج الام تماما , فهي تجد ابنها اثناء مراهقته كثير النقد لها. ان الابن يحول ثورته ضد الاب لتصبح نقدا للام في مظهرها وسلوكها , وتراه يتفجر بالغضب عندما تذكره امه بضرورة القيام بواجباته الناقصة , وهناك شكل اخر لثورة الابناء ضد الآباء : انه عقاب الابناء للآباء بالفشل الدراسي . ان الاسرة تفاجأ بأن ابنها المراهق يفشل في الدراسة رغم انه قد نجح في السنوات السابقة بتفوق , ويكون الفشل الدراسي نتيجة لاهمال الابن لمسؤولياته الدراسية او لذهابه الى الامتحان دون ان يقرأ المادة التي يجب ان يؤديها في الامتحان , وتفاجا الاسرة بأن الابن صار كثير الجدل في الحصة الدراسية مما يجعل المدرسين يضجون بالشكوى منه , ويرفض ان ينفذ اوامر المدرسين , انه يحول ثورته على ابيه الى ثورة على المدرس , وانا لا اتحدث هنا عن الطفل المعدم الذي يذهب الى المدرسة دون افطار , ولا اتحدث عن الابن الذي يحيا في دوامة المشاكل الاسرية , ولا اتحدث عن الابن الذي لا يؤمن اصلا بجدوى التعليم , بل اتحدث عن .... تتوافر له الامكانات ولا ينجح دراسيا . وقد يتاجل ظهور الفشل في حياة الاب حتى المرحلة الجامعية , وخصوصا في حالات الابناء الذين يدرسون في نفس دائرة تخصص الآباء , ان الفشل هنا ينبع من ان الابن يخاف في الدخول في مباراة مع الاب عندما كان في الخامسة او السادسة , ان هذا الخوف المتولد بشكل غير منطقي في اعماق الابن قد يكون لعدم ثقة الابن في قدرته على الاجادة في العمل مثل ابيه ولذلك يخاف من الاحساس بالمهانة . وقد يكوون خوفه نابعا من توهم غير منطقي بانه لو تفوق على الاب فأن الاب سيعاقبه . وما سبق هو مجرد امثلة لمشاعر اللاوعي التي تتشعب وتكمن ثم تظهر اثارها في السلوك . وهذه الامثلة لا تحلل كل اسباب الفشل الدراسي , انما يأتي استخدامها هنا لنشر بعض من مشاكل المراهقين. ومثل هذا الفشل الدراسي له هدف اخر في اللاوعي , انه يعذب الآباء والامهات المتطلعين الى نجاح الابن في الدراسة , وهذا واحد من اكثر انواع العقاب اللاواعي للآباء . ان الابن لا يقصد ذلك بل انه يبذل كل الجهد للنجاح الدراسي . وتظهر احيانا صعوبة الدخول مع الآباء في مباراة التنافس على نحو مختلف , فعندما يسأل احدهم شابا في السادسة عشر عن المهنة التي ينوي احترافها , فقد تكون اجابة الشاب : ( لم احدد بعد , الا انني متأكد من شئ واحد وهو انني لن اعمل في الميدان الذي يعمل فيه ابي لانه مجال لا يعجبني على الاطلاق ) . هذا هو العمر الذي تظهر به عدم ثقة الابن في قدرته على منافسة الآباء . ولكن هذا الابن عندما يصل الى الثامنة عشر قد يسأل والده الطبيب : ( لماذا يقررون علينا ان كل هذه الكمية من دروس الكيمياء ؟ ) فيجيب الاب : ( انهم يفعلون ذلك من اجل الطلبة الذين سيدرسون الطب ) . هنا يقول الطالب : ( لعلها تساعدني انا ايضا اثناء دراستي للطب ) . ان الابن يقول ذلك وكأنه يلقي بخبر يعرفه الاب من قبل , رغم ان الابن لم يسبق له ان اخبر والده بذلك . ان الفتى في مثل هذه الحالة يكون قد نضج بما فيه الكفاية فلم يعد يشعر بالخوف من المنافسة مع الاب , وبعض من الوان التمرد قد تكون مفيدة , كأختيار الابن لهواية فنية لا يرضى عنها الاب ويتفوق فيها الابن , وفي مجتمعنا الكثير من الامثلة على ذلك , مثل ( توفيق الحكيم ) الذي كتب الرواية والمسرحية على الرغم من معارضة اهله الفن , ومثل ( يوسف وهبي ) الذي درس التمثيل . وهناك الوان من التمرد لها طابع سلبي وان كانت تعبر عن الرغبة في الاحتجاج و مثل ارتداء الشاب لملابس الجينز في مناسبات رسمية , او الذهاب الى المدرسة او الكلية دون غسل الوجه او الاسنان , او ترك الغرفة التي ينام فيها دون ان يقوم بتنظيمها وترتيبها , انها فوضى تذكرنا بأيام بأيام ظفولته عندما كان يعلن امتعاضه واستيائه لاتفه الاسباب . والمشكلة الاساسية الهامة التي تواجه الشاب او الفتاة اثناء المراهقة , ورغم انه لا يفكر فيها بصورة واعية , هي مشكلة الهواية , انه يبحث عن هويته الحقيقية , انه يفكر في الشخص الذي سوف يكونه , وكيف يبدأ الطريق الى بناء هذه الشخصية , ولا نعني بذلك نوع العمل الذي سيختاره لنفيه او الهوايات التي يمارسها , ولكن نعني البنيان الشامل للشخصية , انه يفمر في كيفية تفكير اصدقائه و واسلوب حياة عائلية , وكيف يسلك الوان السلوك التي تؤكد له انه انسان مستقل . ويتحكم في بناء الشخصية الشامل ثلاثة عناصر رئيسية : اول هذه العناصر هو الشخصية السابقة له اثناء الطفولة , لقد حاول الطفل منذ عامه الثالث ان يقلد اباه , وحاولت الفتاة ان تقلد والدتها . ان الشخصية السابقة للشاب او الفتاة كان مجرد انخراط في سلوك الوالدين , والشاب في مرحلة مراهقته يحاول ان يصل الى الاستقلال , لذلك يبدأ في تحطيم اعتماديته المطلقة على اسرته , لا بمعنى ترك البيت والحياة بعيدا عن الاسرة , ولكن الشاب يحاول ان يدرس ما حوله ويدرس افكاره واهدافه الخاصة , ويتعرف على المشاكل التي يعيش فيها مجتمعه , ويبدو الشاب متطرفا , نافذ الصبر , كثير النقد لمجتمعه , هذه هي الصورة الخارجية , لكن الصورة الداخلية التي في اعماقه تختلف , انه يفكر في حلول جديدة للمشاكل التي يواجهها المجتمع , تلك المشاكل التي تعايش معها الآباء , لكنها تبدو بالنسبة للشاب وكأنها الغرق في الوحل . والعنصر الثاني الذي يتحكم خفي بناء الشخصية هو مدى قوة التمرد واتساع افق الشاب ليعرف على اي شئ يتمرد , ان الشاب الذيي يحصر تمرده في اطار النلابس الغريبة او قص الشعر على الموضة السائدة , ولا يتعمق في فهم ظروف مجتمعه ويدرس لماذا يعيش مجتمعه كل تلك المشكلات , مثل هذا الشاب سرعان ما يخبو منه التمرد , ولا يبقى منه ما بوصله ويصقل شخصيته , اما الشاب الذي يدرس مشاكل المجتمع فيمكنه بفكرة بسيطة ان يطور مجتمعه , واالعالم المعاصر فيه من المشاكل ما يحتاج الى جهد الكثير من الشباب وموهبتهم , ليفعلوا مثلما فعل السابقون منهم , ان التاريخ يضم الكثير من قصص التقدم والابتكار والاكتشافات العلمية والمدارس الفنية والمذاهب الفلسفية , وابطال تلك القصص الواقعية كانوا مجرد شباب على ابواب مرحلة النضج , وكانوا قادرين على نقد وتقييم انجازات الماضي وامتلاك القدرة على اكتشاف احتياجات مجتمعاتهم , واستطاعوا ان يتقدموا بأفكارهم واعمالهم ليطوروا مجتمعاتهم الى الافضل .
| |
|
عاشق الرومانسية
عدد الرسائل : 518 العمر : 36 علم بلدك : تاريخ التسجيل : 04/12/2007
| موضوع: رد: تمرد الابناء هل هو بداية لبناء شخصيتهم ؟؟؟ الأربعاء يناير 23, 2008 4:36 am | |
| مشكوره يا هانيا علي المعلومات الجامده دي كلها | |
|