أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية الباكستانية أن الاستخبارات الباكستانية رصدت اتصالا هاتفيا يؤكد وقوف تنظيم القاعدة وراء اغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة وزعيمة حزب الشعب بينظير بوتو.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عرض فيه المتحدث أيضا شريط فيديو يصور اللحظات الأخيرة قبل اغتيال بوتو.
وأوضح المتحدث جاويد شيما أن المكالمة الهاتفية التي تنصتت عليها الاستخبارات كانت من القيادي في تنظيم القاعدة بباكستان بيت الله ميهسود واحد أعضاء التنظيم ويدعى مولوي صاحب.
وبحسب ترجمة الداخلية الباكستانية للمكالمة تبادل الاثنان التهنئة وقال صاحب للقيادي بالقاعدة إن اثنين هما اللذين قاما بذلك هما بلال وإكرام الله.
وبحسب نص المكالمة المترجم أيضا قال ميهسود لصاحب إنه ينتظره في بلدة ماكين بمنطقة القبائل بإقليم جنوب وزيرستان، كام نصحه أيضا بعدم إبلاغ عائلتي بلال وإكرام الله .
وأشاد القيادي بالقاعدة بالعملية وبشجاعة منفذيها بينما وعده صاحب بإطلاعه على جميع التفاصيل عندما يلاقاه في بلدة ماكين
وأكد المسؤول الباكستاني نه لا يوجد إجراءات حماية امنية طبقت مع زعيم سياسي مثلما جرى مع بوتو، مؤكدا على أنه تم توفير أربعة سيارات متنقلة ترافقها إضافة إلى أفراد الحماية الخاصة.
تحذيرات أمنية المتحدث باسم الداخلية دافع عن إجراءات حماية بوتو
|
وقال المتحدث إن السلطات كررت مرارا تحذيراتها للزعماء السياسيين من التجمعات السياسية الحاشدة مشيرا إلى صعوبة السيطرة على الوضع الأمني بها.
وأعرب عن أسفه لأن زعيمة حزب الشعب خرجت إلى مكان التجمع الحاشد، و أضاف أنها كانت تعرض نفسها للخطر في عدة مناسبات.
وقال المسؤول إنه عندما يكون هناك انتحاري في تجمع حاشد لا يمكن التصدي له، ولا يمكن لأي جهاز كشف قنابل أن يوقف عمل التفجير اليدوي لقنبلة في هجوم انتحاري.
كما قال جاويد شما إن سبب وفاة بوتو كان تهشم جمجمتها بعد أن أدت قوة الانفجار الى ارتطام رأسها بسقف سيارتها، مشيرا الى أن جسدها لم يصب بأية رصاصة أو شظية.
وقد وصف فاروق نايق محامي بوتو وأحد قياديي حزب الشعب تفسير الحكومة لحادثة الاغتيال بأنه "مجموعة من الأكاذيب".
وقال نايق لوكالة الصحافة الفرنسية إن الحديث عن عدم إصابة بوتو برصاص أو شظايا لا أساس له من الصحة.
وأضاف نايق إن " هذه المزاعم تجعل من خسارة لاتعوض مجرد مزحة بينما تتجه البلاد إلى حرب أهلية" و أكد مجددا أن زعيمة حزب الشعب أصيبت برصاتين في البطن والرأس
من جانبه أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض أن الاستخبارات الأمريكية مازالت تتحقق من إمكانية تورط القاعدة في اغتيال زعيمة حزب الشعب.
وقال المتحدث سكوت ستانزيل في تصريحات للصحفيين قرب مزرعة الرئيس بوش في تكساس" هناك إدعاءات كثيرة بالمسؤولية واستخباراتنا مازالت تدرسها".
مراسم دفن بوتو جثمان بوتو أثناء عملية الدفن في مدفن العائلة وفي الصورة يظهر زوجها وابنها
|
وكان مئات الآلاف الآلاف من أنصار بوتو قد شاركوا في دفن جثمانها في مسقط رأسها بإقليم السند.
وقد ووري الجثمان الثرى في مدفن عائلة بوتو في قرية "غاري خودا باكش" بالقرب من والدها رئيس الوزراء السابق ذو الفقار علي بوتو.
وكان قد تم نقل جثمانها في تابوت خشبي بسيط من منزل عائلتها الى المدفن الذي يبعد عنه 7 كيلومترات، وسط نحيب الآلاف من أنصارها.
وقد رافق الجثمان في رحلته زوجها آصف علي زارداري وأولادها الثلاثة.
وخارج المدفن الذي تعلوه ثلاث قبب هتف المشيعون ضد الرئيس الباكستاني برفيز مشرف واتهمومه بأنه وراء اغتيال بوتو.
وتقول مراسلة بي بي سي أوين بنيت جونز، إن الشعور بين السكان المحليين يتسم بالغضب والحزن العميق.
اعمال عنف وكانت عدة مناطق في باكسان شهدت مظاهرات غضب من أنصار بوتو تحولت بعضها لمصادمات مع رجال الأمن أسفرت عن مقتل وجرح العشرات.
وقد تم إحراق قطار واحد على الأقل في إقليم السند، كما تم إحراق عدد من محطات القطارات في الوقت الذي أعطيت فيه الأوامر لقوات الأمن الباكستانية في الإقليم بإطلاق النار على المتظاهرين الذين يقومون بأعمال الشغب.
قوات الأمن استخدمت الغازات المسيلة للدموع لتفريق الاحتجاجات
|
كما لقى عدد من الأشخاص حتفهم في كراتشي عندما هوجمت مكاتب حكومية وأحرقت مراكز شرطة، فيما فتحت قوات الشرطة النار على المتظاهرين في حيدر آباد.
وفي بيشاور أحرق مكتب الحزب الحاكم، أما في مدينة مولتان في إقليم البنجاب فقد أغارت عصابة على 7 بنوك وأحرقت محطة للبترول.
في هذه الأثناء انفجرت قنبلة زرعت على جانب طريق في سيارة كان يستقلها أحد مرشحي الحزب الحاكم للانتخابات التشريعية المقبلة، مما أسفر عن مقتله ومقتل ثلاثة من مساعديه.
ووقع الهجوم بالقرب من قرية مانجلور في إقليم سوات، الذي يبعد 200 كيلومتر عن بيشاور.
وبالرغم من موجة العنف التي تجتاح البلاد قال رئيس الوزراء الباكستاني محمديان سومورو إن موعد الانتخابات التشريعية المقبلة لن يتغير.
يشار الى أنه من المقرر أن تقام الانتخابات يوم الثامن من يناير المقبل في ظل مقاطعة حزب الرابطة الاسلامية الذي يتزعمه نواز شريف.
موجة من التنديد الدولي | مقاطعة الانتخابات.. إن حزب الرابطة الإسلامية سيقاطع الانتخابات بعد اغتيال بنظير بوتو... فالانتخابات الحرة غير ممكنة بوجود مشرف، الذي يعتبر السبب الرئيسي للمشاكل
رئيس الوزراء السابق نواز شريف
|
وقد أثار اغتيال بوتو موجة كبيرة من الإدانة حول العالم، كما وصفت الأمم المتحدة الاغتيال بأنه عمل إرهابي بغيض. ويدعو المسؤولون الأمريكيون إلى إجراء الانتخابات التشريعية في موعدها، لكن مراسلين يقولون إن الاغتيال أثار علامة استفهام كبيرة حول مصير الانتخابات.
من جانبه قال رئيس الوزراء السابق ومنافس بوتو الأبرز سياسيا نواز شريف إن من الضروري إجراء تحقيق مستقل حول مسألة اغتيال بوتو، معربا عن عدم ثقته في حكومة مشرف التي قال إنها لن تجري أي تحقيق مستقل حول عملية الاغتيال.
وقال شريف للصحفيين: "أنا أطلب من مشرف أن يتخلى عن السلطة، دون التأخر عن فعل ذلك ليوم واحد".
كما دعا شريف إلى إعلان الإضراب في أنحاء البلاد يوم الجمعة، وهو ما يبدو ملاحظا في بعض أجزاء باكستان، وفقا لمراسلة بي بي سي في إسلام آباد باربارة بليت.
من جهة أخرى قالت جريدة آسيا تايمز إن أحد مراسليها تلقى مكالمة هاتفية من قائد في تنظيم للقاعدة في أفغانستان، ويدعى مصطفى أبو اليزيد، والذي أعلن عن مسؤولية القاعدة عن اغتيال بوتو.
مسيرة حياة بوتو.. تلقت تعليمها في جامعة هارفارد بالولايات المتحدة وجامعة أوكسفورد في بريطانيا قاد والدها باكستان قبل إعدامه عام 1979 قضت خمس سنوات في السجن تولت رئاسة الوزراء ما بين عام 1988 وعام 1990 ثم ما بين عام 1993 وعام 1996 تم طردها من منصبها في المرتين من قبل الرئيس الباكستاني بسبب اتهامها بالفساد كونت تحالفا مع نواز شريف عام 2006 أنهت منفاها الاختياري بالعودة الى باكستان في أكتوبر 2007
|