تقول التقارير الواردة من كينيا إن ثلاثين شخصا على الأقل بينهم العديد من الأطفال قد قضوا نحبهم حرقا عندما أشعلت النيران في كنيسة احتموا بها من العنف الذي اندلع في أعقاب الانتخابات الرئاسية التي جرت الأسبوع الماضي، وأصبحت محل نزاع بين الحكومة والمعارضة.
وأشارت التقارير إلى أن القتلى احتموا بالكنيسة التي تقع في بلدة الدوريت غربي كينيا حيث احتمى كثيرون من قبيلة كيكيويو التي ينتمي اليه الرئيس الكيني مواي كيباكي.
واتهمت الحكومة الكينية أنصار زعيم المعارضة رايلا أودينجا بارتكاب حملة تطهير عرقي ضد قبيلة كيكيويو، ونفت وقوع مخالفات خلال العملية الانتخابية.
لكن كلا من الرئيس الكيني وزعيم المعارضة طالبا بوقف أعمال القتل، وقال كيباكي الذي أدى اليمين الدستورية الاحد الماضي رغم اتهامات المعارضة بتزوير نتائج الانتخابات، إن على الاحزاب السياسية ان تجتمع فورا وأن تدعو علنا للهدوء.
لكن زعيم المعارضة قال إنه لن يشارك في أي اجتماعات قبل أن يعلن كيباكي إنه "ليس رئيسا منتخبا".
الرئيس الكيني دعا جميع الأحزاب للاجتماع بأسرع ما يمكن
|
وتتزايد الضغوط الداخلية والخارجية على الحكومة الكينية للقيام على مراجعة دولية لما شهدته الانتخابات.
فقد أعلن مراقبون للاتحاد الأوروبي إن عملية الاقتراع "لم تكن مطابقة للمعايير الدولية"، كما طالب أربعة من أعضاء لجنة الانتخابات الكينية بأن تقوم هيئة قضائية مستقلة بالتحقيق في ما شهدته العملية الانتخابية.
وتشير التقارير إلى أن حوالي 400 شخص قد احتموا بالكنيسة التي أحرقها مثيرو الشغب في حدود الساعة العاشرة من صباح الأحد.
وقال راعي في الكنيسة إن الكثيرين قد تعرضوا للضرب قبل أن تُضرم النار في المبنى.
وأضاف "بعدما أشعلوا النار في الكنيسة، مات حوالي 25 طفلا وأربعة مسنين، كما أصيب المواطنون الذين حاولوا التصدي للمهاجمين".
ويقول المراسلون إن بلدة الدوريت التي تقع في وادي، قد شهدت بعضا من أسوأ أعمال العنف منذ انتخابات الأحد الماضي المثيرة للجدل.
المنازل والمتاجر اضرمت فيها النيران بعد الانتخابات
|
ويضيف المراسلون إن المئات من سكان البلدة من قبيلة كيكيويو قد احتموا بالكنائس ومراكز الشرطة على مدى الأيام الماضية، وإن الكثير من المنازل ومقار الأعمال قد أحرقت.
"كارثة وطنية" ويقول الصليب الأحمر الكيني إن حوالي 70 ألف شخص قد شردوا في تلك المنطقة من جراء العنف ما يجعل الأمر "كارثة وطنية".
ونشرت السلطات الكينية مئات من رجال الشرطة والجنود عبر انحاء البلاد في محاولة لوقف موجة العنف كما فرضت حظر التجوال في مدينة كيسومو معقل انصار زعيم المعارضة اودينغا وثالث اكبر مدن البلاد.
وشهدت المدينة خلال اليومين الماضيين اسوأ اعمال العنف في صدامات قبلية ومع الشرطة، وقد استمر وصول عشرات الجثث الى مشرحة المدينة والتي تحمل اغلبها جروحا حديثة من جراء طلقات نارية.
وكان شهود عيان قد قالوا إن الشرطة استخدمت الذخيرة الحية في التصدي للمتظاهرين.
وقال الفريد موتوا، المتحدث باسم الحكومة الكينية إن أنصار زعيم المعارضة يقومون بعملية تطهير عرقي منظمة، مضيفا " أنصار رايلا أودنجا يقومون بتطهير عرقي ولا يفعلون ذلك بطريقة اعتباطية، بل بشكل منظم وبطريقة محسوبة".
وقد حث رئيس الوزراء البريطاني زعماء الحكومة والمعارضة على إجراء محادثات وقال "لا بد من وقف العنف".