السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبائى / أحباتى
رواد منتدى الشعر العربى
كلنا يعلم ماهي القافية ولا أرى حاجة الى تعريفها ,
ولكن هناك حدود وحروف وعيوب للقافية تخفى على الكثيرين ..
لذلك حاولت أن أتطرق لناحية مهمة للقافية وهي حروف القافية
وسبب تركيزي على هذه الناحية فقط هي أن موضوع القافية ككل يحتاج إلى صفحات
وخوفا من الإطالة عليكم وتشعب الموضوع ركزت فقط على حروف القافية دون التطرق إلى
حركاتها وعيوبها وأنواعها ,
وسبب آخر دفعني لكتابة هذا الموضوع وهو الاختلاف الذي لاحظته لدى شعراء القصيدة
الشعبية في تعريفهم للقافية والقول بسلامتها من عدمه دون وجود قواعد بلاغيه تحدد ذلك
فكان هذا الأمر محل خلاف واختلاف بين الشعراء الشعبيين
وهنا أوضح حروف القافية في الشعر الفصيح . لتتضح الرؤيا ونكون على بينه من أمرنا
فيما يخص القافية
بأسم الله أبدأ وبه أستعين
تنقسم حروف القافية إلى ستة أقسام وهي كما يلي :-
1_الروي. وهو الحرف الذي تبنى عليه القصيدة ... وليس بالضرورة أن يكون الروي هو
الحرف الأخير كما يظن البعض ..
وللتوضيح أكثر نستطيع القول أن الروى هو الحرف الذي يلتزمه الشاعر في قصيدته
ليكون قافية لها فتسمى بائيه أو نونيه أو لاميه .. الخ
والروي ينقسم إلى قسمين
اولا :- روي مطلق . وهو أن يكون الحرف الأخير ( الروي ) متحرك .
كقول المتنبي
يا أخت خير اخ يابنت خير أب ** كناية بهما عن أشرف النسبِ
نلاحظ أن الروى هنا وهو حرف الباء متحرك وليس ساكنا . لذلك سمي الروي بالمطلق .
ثانيا :- روي مقيد . وهو ان يكون الحرف الاخير ساكنا .
كقول شوقي
واغنمو ما سخر الله لكم ** من جمال في المعاني والصورْ
نلاحظ هنا ان الروي (الراء) ساكن لذلك سمي الروي هنا بالمقيد
2_الوصل :- ثاني حروف القافيه وتكون حروف مد( الالف . والياء . والواو ) والوصل لا يكون إلا بالروي المطلق أما بالروي المقيد فلا يكون هناك وصل
والوصل يأتي عاده بعد الروي أي بعد الحرف الذي تبنى عليه القصيدة .
وله عدة حالات
أ-الألف لابد ان يأتي ماقبلها مفتوحا
كقول جرير
اذا غضبت عليك بنو تميم ** حسبت الناس كلهم غضابا
الوصل هنا هو حرف الألف الاخير واتت قبله الباء مفتوحة وقافية البيت هنا هي الباء وليست الألف.
ب_ الياء لابد ان يأتي ماقبلها مكسورا
كقول الشاعر
رب لحد قد صار لحدا مرارا ** ضاحك من تزاحم الأضدادِ
الوصل هنا الياء تاتي بعد حرف الدال المكسوره فهي لاتكتب ولكن تنطق ولو قطعنا البيت لكانت الكلمه هكذا ( الأضدادي )
ج_ الواو ولايأتي ماقبلها الا مضموما
كقول الشاعر
وللحلم أوقات وللجهل مثلها ** ولكن اوقاتي الى الحلم اقربُ
فالوصل هنا هي الواو التي تاتي بعد حرف الباء المضموم وهي كما في المثال اعلاه تقرا ولا تكتب
وهناك حاله اخرى للوصل وهي ان يكون حرف ( ها) ويشترط ان يكون ما قبلها متحركا وللهاء عدة حالات هي
1_أن تكون الهاء ساكنه
مثال
مخلوقة ضعيفةٌ ... من خُلُق مُصوَره
يا ما أقل ملكها ... وما أجلّ خطره
نقول هنا هذه القصيده رائيه فقافيتها وهي الحرف الذي التزمه الشاعر هو حرف (( الراء)) وهو روي القصيده . ونلاحظ أنه أتى بعد ( الراء ) حرف (هاء) ساكن وهذا مايسمى بالوصل .
2- أن تكون الهاء متحركة مفتوحة
مثال :-
أحق دار بأن تدعى مباركة ... دار مباركة الملك الذي فيها .
هنا نلاحظ أن الروي أو قافية القصيدة هو حرف ( الياء ) وبعده مباشره جاء حرف هاء مفتوح وهذا هو الوصل .
3- أن تكون الهاء متحركة مضمومة
مثال :-
فلا مجد في الدنيا لمن قل ماله ... ولا مال في الدنيا لمن قل مجدُهُ
الروي هنا هو حرف ( د) والوصل حرف الهاء وجاءت مضمومة
4- أن تكون الهاء متحركة مكسورة
فلا عيش في الدنيا لمن لم يكن بها .. قديرا على دفع الأذى والمكاره
هذه هي حالات الوصل . وأعيد أن الوصل هو الحرف الذي ياتي بعد الروي اي قافية القصيدة بشرط ان تكون القافية متحركة أما إذا كانت القافية ساكنه أو مقيدة فلا يوجد هناك وصل
ثالثا :- الخروج . وهو حرف مد ينشأ عن إشباع حركة (ها) الوصل . أي ان الخروج لا
يكون الا بشرطين
1- ان يكون الوصل ( ها) اي انه لو كان الوصل ( الف او ياء اوواو) لا يكون هناك خروج
2- أن تكون هذه ( الهاء ) متحركه فلو أتت الهاء ساكنه لا يكون هناك خروج أيضا
وهذا مثال للخروج
قول الشاعر
ترك الأحبة بعده ** يتلذذون بماله
نلاحظ أن
قافيه البيت هنا اي الروي هي حرف( اللام)
والوصل ( الهاء)
والخروج ( الياء ) التي تاتي بعد الهاء المكسورة والياء هنا قد لا تكون ظاهره لأنها تنطق ولا تكتب ولو كتبناها لكان البيت هكذا
ترك الأحبة بعده ** يتلذذون بمالهي
رابعا :- الردف
وهو حرف مد أو حرف لين ساكن يأتي قبل الروي مباشرة
ونقصد بحرف مد يعني أما أن يكون ( الف ) أو ( واو ) أو ( ياء )
أما أحرف الين فهي ( الياء الساكنه ) وحرف ( الواو) الساكنه
أمثله على الردف الممدود
1_ حرف الالف
سر إن استطعت في الهواء رويدا .. لا اختيالا على رفات العبادِ
رب لحد قد صار لحدا مرارا .. ضاحك من تزاحم الأضدادِ
هنا نجد أن حرف الألف وهو ( الردف ) جاء مباشره قبل حرف الدال وهو قافية أو روي القصيده
لاحظ معي
سر إن استطعت في الهواء رويدا .. لا اختيالا على رفات العبادِ
رب لحد قد صار لحدا مرارا .. ضاحك من تزاحم الأضدادِ
لنستخرج الروي والوصل والردف من هذه الابيات
نأتي لكلمتي ( العبادِ ) ( الأضدادِ )
الروي حرف ( الدال )
الردف هنا هو الالف التي جاءت مباشره قبل الدال
الوصل هو حرف الياء ( لماذا) ؟
الجواب
لو قطعنا القصيده لجاءت الكلمتين كما يلي
( العبادِ) لاحظ أن الدال مكسورة لذلك عند التقطيع تكون ( العبادي ) ونفس القول ينطبق على كلمة ( الأضدادِ) فعند التقطيع تكون ( الأضدادي )
فالياء هنا تنطق ولا تكتب كما لاحظت .
ملاحظة مهمه في حال كان الردف حرف ( الألف) يجب على الشاعر أن يلتزم بذكره في جميع ابيات قصيدته )
أما حرفي ( الياء ) و( الواو ) فلها حالتين مختلفه
الحالة الأولى :-
_ لا يلتزم الشاعر بتكرار حرف الواو أو حرف الياء ويجوز له أن يعاقب بينهما أي أن يذكر الياء في بيت وفي البيت الآخر يذكر حرف الواو وهذا يسمى التعاقب بين حرفي الردف الواو والياء
مثال
وآخذ منها ما أعطيت عفوا وأنني ... لأزور عما تكرهين هيوبُ
فلا تتركي نفسي شعاعا فأنها ... من الوجد قد كادت عليك تذوبُ
وأني لأستحييك حتى كأنما ... علي بضهر الغيب منك رقيبُ
لاحظ معي
الروي هنا هو حرف الباء
ولاحظ إختلاف الردف ( ففي البيت الأول والثاني كان الردف هو حرف الواو ) أما في البيت الثالث فقد أختلف الردف كما تلاحظ فجاء حرف ( ياء ) بدلا من الواو . وهذا ماذكرته أعلاه وهو تعاقب حرفي الردف الواو والياء . وشرطه أن لا يكون الردف ( لين ) أي ساكن
الحالة الثاثية :-
لا يجوز للشاعر أن يعاقب بين حرفي الردف الياء والواو إذا جاءا ساكنين .
مثال
من يشتريها وهي قضاء الذيل .. كأنها بقية من السيْلْ
عيبتها محسوبة اثر الخيل ... مزاده مملوءة من الغيْلْ
لاحظ هنا أن الروي هو حرف اللام الساكنه وهنا تسمى القافيه بالقافيه المقيدة
أما الردف وهو حرف الياء الذي أتى قبل اللام فكما ترى أنه ساكن
ففي هذه الحالة لا يجوز للشاعر أن يعاقب بين الياء والواو كأن يذكر الياء في بيت والواو في بيت آخر بل يجب عليه الألتزام بحرف واحد إما الياء أو الواو
ومثال آخر على حرف الواو
يا ايها الركب المزجي مطيته .. سائل بني أسد ماهذه الصْوتُ
الروي هنا هو حرف التاء
وقبله جاء حرف واوا ساكن وهو الردف
وكما ذكرت اذا كان الردف لين ( أي ساكن ) فلايجوز للشاعر ان يعاقب بين حرفيه بل يلزمه الالتزام بحرف واحد والا ستختل قافية قصيدته ..
خامسا :-
التأسيس
وهو حرف ( ألف ) يفصل بينه وبين الروي حرف متحرك . وهناك ملاحظة مهمه وهي ( أن الحرف الذي يأتي بين التأسيس والروي وهو حرف يسمى ( الدخيل ) فلا يلزم الشاعر التقيد به . أي لايلزمه التقيد بحرف الدخيل ولكن يجب أن يلتزم بحركة هذه الحرف وسيتم التوضيح لاحقا ...
أمثله لتوضيح التأسيس وتوضيح الفرق بينه وبين الردف
سيوف لحاظ أم قسي حواجب ... تريش الى قلبي سهام المعاطب
ورب كعاب اقبلت في غلائل .. وقد لاح لي منها حلي الترائب
لها جيد ظبي وأعتدال وشيحة .. وعين مهاة وائتلاق الكواكب
لاحظ هنا أن الروي هو حرف الباء
وقبله جاءت أحرف متحركة تسمى بالدخيل
التاسيس هنا هو حرف الألف كما تلاحظ وقد اتت بينه وبين الروي ( الباء ) احرف متحركة هي الدخيل كماذكرت
ماذا نقصد بقولنا بان الحرف الذي يأتي بين التأسيس والروي والمسمى ( الدخيل ) لا يلتزم ولكن تلتزم حركته ؟
الجواب كما هو واضح في الابيات المذكورة اعلاه لاحظ معي اختلاف الاحرف التي جاءت بعد الف التأسيس ففي البيت الاول جاء حرف ( طاء ) والبيت الثاني جاء حرف ( همزه ) والبيت الثالث جاء حرف ( كاف )
فكما لاحظت أن الشاعر لم يلتزم بحرف واحد ولكنه التزم بحركة الحرف فجميع الاحرف جاءت مكسوره فلو أنه جاء مكسور مره ومفتوح مره لكان ذلك عيبا في القافيه
مثال للتوضيح
قول الشاعر
دعاني زهير تحت كلكل خالد .. فاقبلت أسعى كالعجول أبادِرُ
فشلت يميني يوم أضرب خالدا .. ويمنعه مني الحديدُ المضاهَرُ
لاحظ أن حرف التاسيس في البيت الأول جاء بعده حرف ( د) مكسورة وهي ما يسمى بالدخيل كما أوضحت
وفي البيت الثاني جاءت بعد التأسيس ( هاء ) مفتوحة وهي مايسمى بالدخيل
فكون الشاعر جاء بحرف الدخيل مره مكسورا ومره مفتوحا فكان هذا عيب في قافيته
فوجب عليه أن يتقيد بحركة الحرف لتسلم قافيته ..
ماالفرق بين التأسيس والردف
قلنا أن الردف يأتي قبل الروي مباشره ودون أن يفصل بينهما أي حرف
أما التأسيس فيكون بينه وبين الروي حرف متحرك يسمى ( الدخيل )
مثال
1_ سر إن أستطعت في الهواء رويدا .. لا اختيالا علي رفات العبادِ
2_ سيوف لحاظ أم قسي حواجب ... تريش الى قلبي سهام المعاطب ..
لاحظ في البيت رقم واحد أن حرف الالف جاء مباشره قبل حرف الروي ( حرف الدال ) ولم يفصل بينهما أي حرف
أما في البيت رقم 2 فقد فصل بين التأسيس (حرف الألف) وبين الروي حرف ( الباء ) حرف متحرك وهو حرف ( الطاء )
وهذا هو الفرق بين الردف والتاسيس ,,
ملاحظه :- الردف والتأسيس لا يجتمعان في قصيدة واحده فأما أن يكون تأسيس أو يكون ردف .. ولو أجتمعا لكان هذا عيب في القافية
سادسا :-
الدخيل .
وهو الحرف الذي يفصل الف التأسيس عن الروي كما تم ذكره أعلاه
ويكون متحرك وكما ذكرت فأنه لا يلتزم ولكن تلتزم حركته .
أخيرا يبقى ماذكرته إجتهاد وفق ماقرأته عن علم القافيه وقد يعتريه بعض القصور والعيوب . فأتمنى من لديه ملاحظات أن لايبخل بها علينا لتعم الفائده.. ومن لدية اي أستفسار حول ماورد بهذا الموضوع فيشرفني إجابته وللجميع اصدق واجل التحايا
المراجع
موسيقى الشعر العربي قديمة وحديثة للدكتور عبد الرضا علي
العروض الواضح وعلم القافيه للدكتور محمد الهاشمي
القوافي تحقيق الدكتور عوني عبدالرؤوف