السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
غابت الشمس..وهو لا يزال نائما..فغرفته المظلمة طوال النهار طردت الجميع منها
أصبح وحيدا رغم أنف الجميع...وفشلت كل محاولاتهم فى التودد اليه....فهو دائم العبوس بوجه الجميع..لا يخجل من طلب المال من أبيه....الذى انحنى ظهره من طول سنين العمل...وهو...دائما...نــــــــــــــــائم...غليظ مع الجميع...حتى...أمه
لكنها لم تستطيع منع حنانها من الوصول اليه....فقادها الحنان الأعمى لباب حجرته..وسارت بخطاها الثقيله...وجسدها الممتلىء...تتمايل و تستند على أثاث البيت القديم....بعد أن أغلقت نوافذه الطويلة....فها هو الليل قد جاء...ليعلن نهاية يوم لن يعود...حتى وصلت...ووقفت تطرق الباب..فقد تعودت من غلظته أن تستأذن...ثم دخلت
قم يا بنى...هيا يا حبيبى..وكم هو كبير ذاك القلب الذى يحب ابنا كهذا...
الم تجوع بعد....لقد أعددت لك اليوم الدجاج الذى تحبه...
هيا يا نور عينى..وكم هى جميلة عيناها بذاك النور....نور الامومة..وحركت يدها الحنون نحو رأسه ومالت عليها وقبلته...لكنه...تأفف....ثم استدار لها بغلظة....وصاح بصوته الجهورى....((أريد أن أنام...أتركينى الان))
فانسحبت و فى قلبها حسرة....فكم تشتاق لمجالسة قرة عينها...ذلك الشاب....ال....وحيد.....ومر الوقت و الاسره تلتف حول الأب....الا هو...
ودقت الساعه....انه منتصف الليل...أخيرا استيقظ ..ونهض من فراشه كسلانا..برأس ثقيل....وأما الجميع فاستسلموا لليل....وناموا....الا هى.....لا تزال تنتظره أمام التلفاز....وبين لحظة و أخرى...تسقط رأسها يمنة أو يسره....فتعتدل....((لا...لن أنام حتى يأكل الدجاج...وأعد له كوب الشاى((...
دخل الى الحجره...فأحست به....جرت نحو المطبخ لتعد له الدجاج....وأحضرته أمامه...بدأ يأكل...لم يحنو عليها بقبله...على جبينها المجهد من سنوات طويلة أفنتها حتى تسعد وجهه....بخل عليها بحروف بسيطة كان من الممكن أن تجتمع لتشكرها...وتبرها لحظه
وانتهى من طعامه ليتناول من يديها كوب الشاى....ودخلت المسكينه ...أخيرا لتنام....
التفت الوحيد...الاَن أنا وحدى...والكل نائمون...ارتفعت دقات قلبه...وغطت على صوت الساعه الذى كان يخترق السكون...أسرع الى حجرته المظلمة...وأغلق الباب....وأشعل جهاز الحاسوب الذى كره يديه....وبدأ يخترق الشبكة العنكبوتيه....والاَن يرتشف اخر قطره من كوب الشاى و هو سعيد...
الان.....أنا وحدى...وكلهم نائمون.....لا زال قلبه يرقص....ويديه ترتجف....والسعادة تسرى فى أطرافه و تحت جلده...فسوف يرى الاَن صورة أجمل فتاة رأتها عينه.....سوف يكون وحده معها...ومع عينيها...وأنفها و فمها....
ظلت دقات قلبه ترتفع...وتسرع....وتسرع....حتى ظن ن الحجره كلها تدق مع قلبه...وأخيرا ظهرت صورتها على الشاشه.....وتعلقت عينيه بعينيها....وفجأه...لم يستطيع أن يتحرك.....فعيناه تجاه الشاشة....وأطرافه متجمدة.....ولسانه تخشب فى فمه....و..جف حلقه......و أسود وجهه....وخرجت ...روحه.....فسقطت أخيرا رأسه....أمام الشاشة....وهو يمسك قلبه....
كانت هذه اللحظات الاخيرة....لشاب نسى أن ...أن.....أن....أنه هناك دائما لحظات
أخيـــــــــــــرة
كم يدين لنفسه....وكم يدين لأمه....وكم يدين لأبيه....لقد ملك الوقت...لكنه لم يملك...العمل الصالح
اللهم انا نسألك حسن الخاتمة