لقاءات متكررة بين الحريري وبري لم تسفر عن حل الازمة
|
يقفل عام 2007 على فراغ في سدة الرئاسة الاولى هو الاول منذ العام 1988 عندما تعطلت الانتخابات الرئاسية وحصل فراغ رئاسي.
يومها كانت الحرب الاهلية على اشدها وكان لبنان في انقسام، اما الفراغ اليوم فيحل وسط ازمة سياسية حادة تهدد بعودة شبح الحرب الاهلية.
وتحل نهاية العام من دون ان يظهر في الافق اي احتمال لحل قريب الا اذا حلت معجزة تبدو مستحيلة على الاقل حتى الآن. فكرسي الرئاسة الاولى فارغ، والمجلس النيابي معطل منذ اكثر من عام، اما الحكومة الحالية فتتعثر بفعل الصراع الداخلي على دستوريتها.
وهي، ومنذ الثالث والعشرين من الشهر الماضي تاريخ انتهاء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية، اصبحت تعمل بصلاحيات رئاسة الجمهورية بالوكالة وفق ما ينص عليه الدستور.
مازال مقعد لحود شاغرا في انتظار الوصول لتسوية سياسية
|
وقد عقدت الحكومة اول اجتماع لها بهذه الصفة واقترحت تعديل الدستور عبر اقرار مشروع قانون يسمح بانتخاب قائد الجيش الحالي لرئاسة الجمهورية.
خطوة الحكومة اثارت اعتراض المعارضة واعتبارها ان الخطوة لا قيمة دستورية لها. واعلن رئيس مجلس النواب اللبناني رفضه استلام مشروع القانون لتعديل الدستور. واشترطت المعارضة لانتخاب سليمان ان يكون في اطار اتفاق شامل يتضمن الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة يكون للمعارضة فيها الثلث المعطل.
وكانت الاكثرية النيابية الحالية قد رشحت قائد الجيش الحالي لرئاسة الجمهورية بعدما فشلت المبادرة الفرنسية في حمل الموالاة والمعارضة على اتفاق على اسم من بين سبعة اسماء اقترحها البطريرك الماروني نزولا عند اصرار فرنسا.
فرنوسا الحاج كان ابرز المرشحين لقيادة الجيش خلفا لسليمان
|
وبعد اسابيع قليلة على الترشيح سجل اول استهداف من طبيعته للمؤسسة العسكرية باغتيال رئيس العمليات في الجيش فرانسوا الحاج في منطقة بعبدا التى تعتبر منطقة امنية نظرا لوجود القصر الجمهوري فيها. والحاج كان الاسم المتداول لقيادة الجيش خلفا لقائد الجيش الحالي عند انتخابه رئيسا لجمهورية.
ردة فعل المرشح قائد الجيش الحالي كانت اشارة هي الاولى من نوعها برفضه الشروط المستبقة لانتخابه وتاكيده ان الثقة هي الضمانة الوحيدة . وقد جاء موقف سليمان في كلمة القيت باسمه في تشييع الحاج.
عودة اميركية على الخط بري في لقاء مع ميشيل سليمان المرشح لتولي مقعد الرئاسة
|
كانت فرنسا الوسيط الوحيد منذ ما قبل انطلاق المهلة الدستورية . وقد جاء التحرك الفرنسي بتفويض اميركي تم في القمة الاميركية الفرنسية الاخيرة.
لكن واشنطن عادت الى الساحة بعد حصول الفراغ وزار ديفيد ويلش مساعد وزيرة الخارجية الاميركية بيروت مرتين.
وفي المرة الاخيرة اتهم ويلش المعارضة بتعطيل الانتخابات الرئاسية واعلن ان لا مبرر لعدم انعقاد جلسة الانتخاب بعد الاتفاق عى قائد الجيش كمرشح توافقي.
قابلت المعارضة عودة التحرك الاميركي باتهام واشنطن بتعطيل الحل فردت الاكثرية باتهام سوريا بمحاولة الامساك بالورقة اللبنانية للابتزاز حتى اسقاط المحكمة الدولية ،وايران بالسعي الى احداث انقلاب في لبنان على الدستور الحالي.
وبين الموقفين يبدو الانسداد تاما امام افق التسوية الداخلية، وهي نفس الصورة التى اقفل عليها العام 2007. لكن العام 2007 فتح على اشتباكات مذهبية هي الاولى منذ انتهاء الحرب، جاءت ترجمة للتأزم الساسي، فعلى ماذا سيفتح العام الجديد؟؟؟